راي لحود... اسم من أسماء الانتشار اللبناني المبدع حول العالم، ورجل سياسي لبناني - أميركي محنّك، فهو كان وزيراً للنقل في عهد الرئيس الأميركي الديموقراطي السابق باراك أوباما (2009-2013)، وعضواً في الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري (1995-2009)، وهو الدبلوماسي المميّز الذي ساعد لبنان في رفع الحظر عنه في عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون، وساند بلده الأمّ ايضاً، بمواقفه داخل الكونغرس الداعمة لسيادة وحرّية واستقلال لبنان.
وفي حديث خاص مع موقع "الجمهوريّة"، أوضح راي لحود انّ "هذه زيارتي الـ 17 الى لبنان، وانا أرى الكثير من التقدّم هنا، ووجود رئيس للجمهوريّة اليوم ورئيس للحكومة ووزراء وبرلمان، يعملون بالتنسيق فيما بينهم على تحسين الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل للشباب وتعزيز قدرات الجيش اللبناني... يضع لبنان في وضعيّة جيّدة جدّاً من ناحية الدفع بالاقتصاد الى الأمام وتوفير فرص عمل وتقوية القوى العسكريّة الشرعيّة. بالفعل، أنا منبهر بالتقدّم الحاصل في لبنان في السنوات الأخيرة".
وحول تكريم رعيّة وبلديّة ايطو في قضاء زغرتا، بالتعاون مع "شراكة النهضة اللبنانيّة - الاميركيّة"، ابن البلدة راي لحود، قال الأخير: "كانت زيارة رائعة إلى ايطو. لقد تأثّرت كثيراً بحفاوة الاستقبال من أهالي القرية، لقد كانوا لطفاء لدرجة أنّهم أطلقوا اسمي على شارع في القرية"، مضيفاً: "هذه كانت زيارتي الثالثة الى ايطو، وهي تلعب دوراً مهمّاً في تمتين الروابط وتوطيد العلاقات بين بلدة ايطو اللبنانيّة وبين الولايات المتّحدة الأميركيّة. ومن الرائع حقّاً، ان يرى ابناء القرية ان أحد أحفادهم عاد من الخارج الى قرية أجداده لشكرهم على ما يفعلونه". ولفت راي الى انّه يُحاول عادةً، زيارة لبنان في كلّ سنة مرّة.
وأشار راي الى انّه ابتعد في الآونة الأخيرة عن العمل السياسي، وهو ناشط حاليّاً في الحقل الاستشاري، وذلك عبر تقديم النصائح والأفكار لشركات النقل لتحسين هذا القطاع الحيوي في الولايات المتّحدة، لافتاً الى انّ ابنه عضو في الكونغرس عن الحزب الجمهوري في نفس الدائرة الانتخابيّة التي كان يُمثّلها هو في السابق (إلينوي). وتابع انّ هناك عدداً لا بأس به من الأميركيين من أصل لبناني في مسقط رأسه في بلدة بيوريا الأميركيّة، التي تحتضن كنيسة مارونيّة، نافياً ان يكون هناك أميركيّون من أصول لبنانيّة في الدائرة الإنتخابيّة التي كان يُمثّلها سابقاً.
وفي شأن نجاح الجيش اللبناني في هزيمة الإرهاب على حدوده الشماليّة - الشرقيّة ودحره تنظيم "داعش" من جرود القاع ورأس بعلبك في عمليّة "فجر الجرود"، ودعم الجيش الأميركي للمؤسّسة العسكريّة اللبنانيّة، لفت راي الى انّ الحكومة الأميركيّة زوّدت الجيش اللبناني بالكثير من العتاد العسكري والأسلحة الفعّالة، ودرّبت الوحدات الخاصة ودعمت الجيش وموّلته ووفّرت له كلّ الامكانات اللازمة لهزيمة الإرهاب، معتبراً انّ هذا مؤشّر مهمّ جدّاً عن مدى الثقة التي تضعها الولايات المتّحدة بالجيش اللبناني، ويبدو جليّاً ان هذه الثقة كانت في مكانها، بعد ان أثبت الجيش اللبناني ذلك بانتصاره على تنظيم "داعش".
وفي ملف أزمة اللاجئين السوريين وعدم قدرة لبنان على تحمّل المزيد من الأعباء، ودور الولايات المتّحدة والأسرة الدوليّة في حلّ هذا الملف الشائك ومساعدة لبنان، قال راي: "الولايات المتّحدة بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام، ممتنّان جدّاً على ما فعله لبنان مع اللاجئين السوريين واستقباله أكثر من مليون لاجئ على أراضيه"، موضحاً انّه "على الدولة اللبنانيّة اليوم العمل مع المجتمع الدولي والولايات المتّحدة للسعي الى إعادة اللاجئين السوريين بشكل آمن الى بلادهم. وأردف: "أعتقد أن الولايات المتّحدة ستفعل ذلك، كما سيُساعد المجتمع الدولي في هذا الشأن".
وردّاً على سؤال حول النصيحة التي يُمكن ان يقدّمها للحكومة اللبنانيّة، في شأن الاستثمار في تحسين البنى التحتيّة لحلّ أزمة النقل والمواصلات، لكونه كان وزيراً سابقاً للنقل، قال راي: "ما يُمكنني قوله هنا، إنّ على الحكومة اللبنانيّة ووزارة الأشغال العامة، وضع خطّة عامة وشاملة للنقل والمواصلات. صحيح انّه يجب تحسين الطرقات وتشييد وصيانة الجسور، لكن يجب ايضاً ان يتمّ تقديم البدائل للناس".
وأضاف راي: "في الولايات المتّحدة، لدينا الكثير من الطرقات والكثير من الجسور، لكنّنا نوفّر للناس خيارات أخرى للاستغناء عن استخدام السيّارات. وما أعنيه بهذا الأمر: النقل العام، أيّ الباصات، القطارات، القطارات السريعة... وهذا النوع من البدائل للنقل، يضع الناس خارج سيّاراتهم ويُخفّف كثيراً من زحمة السير"، معتبراً انّه سيكون سعيداً في وضع خبراته مستقبلاً في هذا المجال لتقديم المشورة لوزارة النقل والأشغال العامة اللبنانيّة.
وأوضح انّ تطوير وسائل النقل تُساهم في خلق وظائف جديدة وتطوير الاقتصاد الوطني، لافتاً الى انّ هذا الأمر كان يُسهّل مرور تمويل بعض المشاريع المتعلّقة بالنقل العام في الكونغرس الأميركي، عندما كان وزيراً للنقل، لأنّ أعضاء الكونغرس يُحبّذون تنشيط عجلة الاقتصاد، لكن في الوقت نفسه، لم ينفِ صعوبة الحصول على التمويلات اللازمة، معتبراً ان للرئيس الأميركي دونالد ترامب رؤية شاملة لإصلاح البنى التحتيّة في الولايات المتّحدة، لكن تبقى المعضلة في الحصول على التمويل اللازم من الكونغرس الأميركي.
وحول استراتيجيّة إدارة ترامب في الشرق الأوسط، قال راي: "لدى إدارة ترامب موقف حازم تجاه لبنان، خصوصاً دعم الجيش اللبناني، وهناك اجتماع قريب سيجمع الرئيسَيْن اللبناني ميشال عون والأميركي دونالد ترامب في الأمم المتّحدة"، مضيفاً: "إدارة ترامب تُحاول بشكل عام أن تثبّت وتُرسّخ العلاقات القويّة والمتينة التي تجمعها مع الدول الحليفة للولايات المتّحدة في الشرق الأوسط".
وأخيراً، دعا راي السلطة اللبنانيّة والشباب اللبناني، الى الاستمرار في تحقيق التقدّم على مختلف الصعد، خصوصاً في خلق فرص عمل جديدة لتحسين الاقتصاد والدفع به نحو الأمام، كذلك تحسين الخدمات العامة وتحديداً النقل العام، معتبراً انّه على رئيس الجمهوريّة والحكومة والبرلمان العمل سويّاً لضمان الاستقرار والسعي للنهوض بالبلاد والعمل على إعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم بطريقة آمنة.
http://www.aljoumhouria.com/news/index/381338